والثانية: الإرادة وهي ميل القلب إِلَى المحبوب وطلبه له، وقد وردت الإرادة بمعنى المحبة لله، فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ))[الكهف:28] فجاءت الإرادة في حق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو أعظم مراد، ولهذا كَانَ أيُّ عملٍ خالص لوجه الله، فإنه يُقَالَ: إنه أريد به وجه الله، فالذين يريدون وجهه في قوله تعالى: ((ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّه)) [الروم:38] أي: يحبونه ويطلبونه، فهو مرادهم ومتمناهم وغايتهم، فأعظم غاية وأعظم مراد وأعظم مطلوب هو وجه الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وكذلك إذا قلنا: إن الله يريد منا الصلاة أو يريد منا الصيام، أو يريد كذا مما شرعه الله.
فمعنى ذلك أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يحبه ويطلبه منا، كما سبق في أقسام الإرادة.